وقـــفـــة ٌ علـــى الحــــاجز
12:42 م
"يمينا" أول كلمة قد تسمعها عندما تقترب من حاجز زعيّم الذي يفصل ما بين العيزرية- ابو ديس والقدس.
الأرض ممتلئة بالنتوءات وهذا يسبب اهتزاز مزعج ونحن في الحافلة. تنظر ليمينك لترى لافتات كُتب عليها
"حاجز توقف للتفتيش" ،
هنالك عدة مسالك أخرى موجودة في الحاجز ولحافلاتنا لها المسلك المخصص،
يتوسط كل مسلك غرفة مراقبة ، وعلى جانب الحاجز توجد غرف للتفتيش عند الاشتباه بأي شخص أو إذا كانت هنالك طالبة ترتدي النقاب ،
تأتي مجنده وتأخذها هناك لتتأكد من هويّتها.
كالعادة نحن طلاب جامعة القدس وكل من في الحافلة يبدأ بتحضير هوّيته أثناء سلوك
الحافلة الاتجاه (الأيمن ) المخصص لها ولنا، يُفتح الباب لننزل ونصطّف في المكان المسيّج (شعور يعتريني ونحن نقف هناك; وكأننا كائنات تحمل أمراضاً معدية لا بُد من فحصها قبل عبور هذا الحاجز المُقيت).
في هذه الأثناء يصعد جندي ذو لباسٍ ازرق ويتبعه آخر ليحرسه عند باب الحافلة، وذاك يصعد ليفتش في حالة وجود أجسام مشبوهة (شخص ما لم ينزل بعد).
وبعد تأكده بسير الأمور ينزل. ويقف آخران ليبدأو بفحص الهويات والتأكد منها، وفي هذه اللحظة تتعالى أصوات جندي ليقول:
" وَاخَدْ ، وَاخَدْ يللا تْخَرّك ".
كلما يقترب دور طالب عند الجنود ليرَوا هويته/ا أكون متوقعة حدوث مشكلة أو أمر ما. فالجنود لا تقتصر مهمتهم على إنزالنا من الحافلة صيفاً شتاءاً بل أيضا تلك النظرات الوقحة التي تحمل في طيّاتها تحرشات جنسية، نظرات تستبيح كرامتنا. فالأمر لا يقتصر على النظرات فقط بل هنالك أيضاً من الألفاظ الدنيئة والساقطة التي يستخدمونها مما يؤدي إلى استفزاز طلبة الجامعة من الشبّان ويحدث مشاكل تنتهي بحجز بعض الطلبة بعد الاعتداء عليهم.
بعد التأكد من هوياتنا ونصعد للحافلة واحداً واحد ويجلس كلٌ محله ، يكمل السائق طريقه.
طبعاً لا شيء ينتهي فالحافلات رقم 63 التي يستقلونها طلاب جامعة القدس-أبوديس مُستهدفة بشكل كبير من حيث استفزاز الطلبة عند التفتيش، فهنالك من يتم إعطاءه ورقة استدعاء للمقابلة (لِدى الجنود الاسرائيلين) وهذا الأمر لا يقتصر فقط على طلاب جامعة القدس بل أيضاً ممتد لجميع طلاب جامعات فلسطين ويتم استغلالهم ولو بكلمة.
شهدنا وكلنا نشهد ففي بعض الأحيان عندما ننزل من الحافلة عند حاجز زعيّم يقوم بعض الجنود باستفزاز الطلبة الشبّان ويأمرون صاحب الحافلة بالذهاب وترك جميع الطلبة ينتظرون الحافلة التي تأتي بعدها (وهذا الوقت يستغله الجنود للتحقيق مع الطلبة ويسألونهم عن دراستهم ولماذا يدرسون ....).
ما نلحظه هو تعامل الجنود بطريقة مستفزة بالذات للحافلات التي نستقلها (حافلات رقم 63) وهذا يدل على استهداف الطلبة الجامعيين..
الموضوع لم ينتهِ بعد، فهنالك الكثير والكثير من الحقائق التي سيتم التطرق إليها لاحقا
للتنويه:
هذه الصور التقطها بهاتفي عندما نزلنا من الحافلة، شعرت بأن احد الجنود قد
انتبه للأمر فقمت بفتح الملف الخاص بالرسائل على هاتفي وبدأت بكتابة رسالة للتمويه، وعندما وصل دوري لرؤية هويتي سألني الجندي بالعربية: " ليش بتصوري ؟" ، أجبته مستغربة :" نعم!!" ، قال بعصبية: " أنا شفتك بتصوري بالبلفون ورافعة البلفون لفوق ليش بتصوري ؟" ، أجبته : " أنا ما كنت بصوّر أنا بكتب برسالة لصاحبتي والشمس كانت بوجهي عشان هيك كنت رافعة التلفون" ، رأى هاتفي وبأن هنالك رسالة قيد الكتابة ، (لكنني من نظراته شعرت بأنه غير مُصدّق) فتدخل جندي آخر وقال بالعربية وهو مبتسم: "صوريه عادي هوي "بِدبول*" ومن ثم تعالت ضحكات هذا الجندي ولم اعلّق ، أخذت هويّتي وهاتفي وصعدت للحافلة.
بقلم صديقتي الاء قاق
سنة ثالثه علوم سياسية واقتصاد
جامعة القدس _ابوديس
الان دوري ....:)
مشهدٌ يتكرر يوميا فند عبورنا من هذا المعبر العسكري ... اهانات (كما يعتقدون) مستمره نتلٌقاها يوميا .. على أمل ان يكسروا عزيمتنا ...ويعرقلونا عن طلب العلم
لكنهم يتوهمون ...فالعلم سلاحنا ويحثنا عليه دينُننا ...
العلم طريقنا الى النور...والحرية
فكل محاولاتهم عبثية ولن تأتي بنتائج
قرأت مرة تقريرا على الانترنت
عن مجموعة شباب من عدة تخصصات وخصوصا الطب والتجارة
عن محاولة الاحتلال بأقحامهم في شبكة العمالة مقابل مادّيات وعروض كبيرة
يعرضونها على االطلاب ...ولكن كان الطلاب اذكياء وواعيين ورفضوا تلك العروض
ولكن "مش دايما بتسلم الجرة " هناك طلاب تُزين لهم انفسهم ويقعوا فريسة الاحتلال على هذا االحاجز ...
اذن فنحن طلاب علم "والعلم جهاد " فيجب ان نكون حريصين مع تحمل كل تلك الصعوبات...ان تكون نيتُنا لله وحده ..صافية له
وان نبذل كل ما في وسعنا الى تلقي العلم والاستفادة منه
اللهم انّا نشكو اليك حالنا وانت اعلم به منّا ...:)
وهذا غيضٌ من فيض ...فهدا الحاجز لا يُذكرامام حاجز قلنديا العسكري